لندن (رويترز):
- يحتاج أي مدرب لتشيلسي إلى الفوز بألقاب متتالية وامتلاك شخصية قوية ليتمكن من الصمود في واحدة من أصعب الوظائف في عالم كرة القدم وهذه هي الحقيقة التي توصل إليها الشهر الماضي افرام جرانت المدرب السابق للفريق الذي ينافس في الدوري الانجليزي.
ويملك البرازيلي لويس فيليبي سكولاري الذي سيحل محل جرانت في تدريب النادي اللندني اعتبارا من أول يوليو المقبل فور انتهاء مهمته مع منتخب البرتغال في كأس الأمم الأوروبية 2008 سجلا حافلا بالألقاب كما انه صاحب شخصية قوية.
فالمدرب البرازيلي الذي اقترب من الاحتفال بعيد ميلاده الستين عاشق للنجاح وهو ما يتناسب مع طموح الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش مالك تشيلسي كما يتسبب شغفه باللعبة أحيانا في انفعالات واشتباكات مع حكام بل ولاعبين منافسين.
وسيكون التفكير في وجود سكولاري وجها لوجه في المنطقة الفنية مع اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد المعروف أيضا بانفعاله وارسين فينجر مدرب ارسنال بمثابة السيناريو الحلم للدوري الانجليزي الممتاز الذي يزداد اشتعالا.
وأمضى أنصار تشيلسي معظم الموسم الماضي لاستيعاب صدمة رحيل مدرب الفريق المحبوب جوزيه مورينيو الذي أعاد المجد إلى النادي اللندني بعد 50 عاما من البحث عن لقب في الدوري الانجليزي فقاده للقبين متتاليين في ثلاث سنوات.
ورغم النتائج الرائعة التي حققها جرانت ذو الملامح القاسية إلا أنه لم يكن ليملأ أبدا الفراغ الذي خلفه مورينيو وافتقر إلى الجاذبية التي يريدها ابراموفيتش والأنصار على حد سواء.
وعندما أقيل جرانت رغم قيادته النادي اللندني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة ومنافسة يونايتد على لقب الدوري الانجليزي الممتاز حتى اليوم الأخير انتظر المشجعون الإعلان عن تعيين مدرب من العيار الثقيل.
وعزز الفشل في إغراء كارلو انشيلوتي مدرب ميلان وروبرتو مانشيني مدرب انتر ميلان السابق بالانتقال إلى لندن الشعور بأن قرار السماح لمورينيو بالرحيل كان غبيا.
لكن من شأن موافقة سكولاري على قبول تدريب أكثر أندية العالم مطالبة بالألقاب أن تمنح المشجعين شعورا بالاطمئنان.
وسيصبح سكولاري أول برازيلي يدرب ناديا انجليزيا بارزا وسواء جاء أداؤه على المستوى المأمول أو فشل فمن المؤكد أنه سيبدد الملل في إستاد ستامفورد بريدج معقل تشيلسي.
وبعد عامين من رفضه عرضا لتدريب منتخب انجلترا متعللا بالقلق من كثرة تدخل وسائل الإعلام في عمل المدربين وضع سكولاري نفسه على خط المواجهة.
ويعزز سجله الرائع في حصد الألقاب فكرة أنه الرجل القادر على تحويل تشيلسي من ناد عادي إلى قوة كبرى على الصعيد الأوروبي مرة أخرى بعدما خسر لقب الدوري المحلي أمام يونايتد للعام الثاني على التوالي.
ومن المؤكد أن المدرب البرازيلي لن يخشى التحدي.
ففي 2001 وافق سكولاري على تدريب منتخب البرازيل الذي كان يعاني للتأهل لنهائيات كأس العالم 2002.
وانتاب القلق مشجعي البرازيل بسبب شهرته بأساليب اللعب العنيفة لكن بعد عام توج الفريق بكأس العالم على عكس التوقعات بعد أن هزم ألمانيا في النهائي.
وأثبت سكولاري انه على قدر كبير من الذكاء عندما ترك المسرح البرازيلي وتحول لتدريب منتخب البرتغال في 2003 ليقوده للتأهل لنهائي كأس الأمم الأوروبية 2004 قبل أن يخسر أمام اليونان.
وكما قاد البرازيل في الطريق لحصد اللقب العالمي في 2002 للفوز على انجلترا التي كان يدربها في ذلك الوقت السويدي سفين جوران اريكسون تفوق سكولاري على اريكسون مبرزا شخصية متناقضة تماما مع شخصية اريكسون الهادئة.
وضمنت انفعالات سكولاري المدافع السابق الذي يعرف بالصراحة تأييد جيش من الأنصار له والكثير من المنتقدين أيضا. لكن لا أحد يشك في إمكاناته التدريبية وقدرته على بث روح الفريق.
وبدأت مسيرة سكولاري كمدرب في 1982 ولم يمر وقت طويل قبل أن يقود اثنين من أكبر أندية البرازيلية هما جريميو وبالميراس للفوز بكأس ليبرتادوريس وهي النسخة المعادلة لدوري أبطال أوروبا في أمريكا الجنوبية.
وامتازت الفرق التي دربها سكولاري عادة بالقوة البدنية ولم تحظ بالكثير من الإعجاب على صعيد الروح الرياضية. كما اشتهر أيضا بخلافاته مع الصحفيين البرازيليين.
وحتى بعدما أثبت نجاحا كمدرب على صعيد المنتخبات لم يعدم سكولاري وسيلة كي يصبح مادة إعلامية دسمة. ففي 2007 اشتبك مع لاعب في منتخب صربيا بعد مباراة متوترة بين الفريقين في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2008 ليسدد لكمة إلى وجهه.
وبهذا السجل الحافل بالألقاب والانفعالات حصل تشيلسي على واحد من أفضل المدربين في العالم. ولن يجد سكولاري صعوبة في التأقلم مع كرة القدم الانجليزية وإن كان هناك من يستطيع قيادة تشيلسي لتحقيق حلم الهيمنة على كرة القدم العالمية فلن يكون غير "فيليبي الكبير."